موضوع: آيات البحار ومعانيها العلمية السبت 09 يونيو 2012, 09:00
لقد تجلت حكمة الخالق أن يجعل البحار تمثل 71% من مساحة كوكب الأرض في حين أن مساحته لا تتعدى 29% وذلك لاستمرار دورة المياه والحياة في الأرض مصداقاً لقول الله في الآية الكريمة (وجعلنا من الماء كل شيء حي)[ الأنبياء:30]، حتى إن الله سبحانه وتعالى قد ضرب المثل بالبحر في الاتساع والكثرة (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً)[الكهف: 109] كذلك عندما ورد الإعجاز الكوني العام في القرآن الكريم كان نصيب البحر وافراً حيث الفلك التي تجري فيه، وأن السبب الرئيسي والمعين الذي لا ينضب لماء السماء ـ المطر ـ حيث يقول الله تعالى : (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون)[سورة البقرة:164].
حيث حركة السفن والتي تسير في البحر لتحقيق مصالح الناس وقضاء منافعهم في شتى المجالات لآية من الآيات مصداقاً لقوله تعالى وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره)[سورة إبراهيم:32]. ثم نجد أن ما في البحار من ثروات وطاقات تنقع البشرية لهي من مفاتيح الغيب التي لا يعلمها سوى الله سبحانه وتعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين )[سورة الأنعام:59].
وفي هذا البحث المتواضع والذي يقدم بالمناقضة والدراسة محاولة متواضعة لبحث أحد جوانب الإعجاز الوارد في القرآن الكريم ألا وهو الإعجاز العلمي وبالأخص آيات البحار حيث المحاولة المتعمقة لإثبات مدى أهمية البحار في حياتنا، ثم لفت الأنظار بشدة لهذه الثروة التي لم يستغل الإنسان منها إلا القليل كمصدر جديد للغذاء خاصة في ظل المخاوف من حدوث فجوات غذائية كبيرة في المستقبل، ومحاولة الوصول لمصادر غذاء جديدة وغير تقليدية كالأسماك والطحالب البحرية والتي يتناولها الملايين في اليابان والصين وكوريا كطبق غذاء رئيسي في وجباتهم المختلفة حيث إن " برامج الأمم المتحدة الإنمائي " قد وضع في برنامجه إعادة توليد البيئة وعلى رأسه زراعة البحر في شرق آسيا بتجهيز الأعشاب البحرية كمصدر غذاء للإنسان والحيوان، ووقود، وأيضاً لخلق فرص عمل إضافية، ونرجو أن نجني ثمار هذه التجارب الحقيقة في القرن الجديد، وكذلك لمناقشة ثروات البحار وطاقاته خاصة مع ازدياد تطوير وعمل " التكنولوجيا الحيوية " مع استغلال الثروات الطبيعة والتعدينية في ثروات الخلجان. مع التأكيد بالطبع على استخدام البحار وفوائدها. وهو ما نصبو أن نكون قد وصلنا إليه في هذا الجهد المتواضع.