كيف نشأت
البحار:
(قل سيروا في
الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة )[سورة
العنكبوت:20].
بادئ ذي بدء، فإن نشأة البحار والمحيطات جزء من نشأة الحياة على سطح
الأرض، وهناك بعض النظريات التي حاولت أن تعطي تفسيراً لكيفية نشوء المحيطات
والقارات نذكر منها على سبيل المثال: " الفرضية الهرمية " لصاحبها العالم البريطاني
لوثيان جرين سنة 1875 م، إنه رأى نظراً لفقدان الأرض لحرارتها وتعرضها للبرودة فإن
سطحها أخذ في الانكماش التدريجي متخذاً في النهاية شكل الهرم الثلاثي، حيث قاعدته
في الشمال ورأسه في الجنوب، وتحتل القارات حافات هذه الهرم، في حين تغطي البحار
والمحيطات جوانبه المسطحة. وهناك نظريات العالم الفرنسي " سولاس
" أن
الأرض كانت في أول نشأتها لينة سريعة الاستجابة لعامل الضغط الجوي المرتفع هبطت و
انخفضت مكونة قيعان البحار والمحيطات، أما المناطق التي تعرضت للضغط ظهرت في نظرية
" زحزحة القارات " (Theory of
drifting continents)للعالم الألماني " ألفريد
واجنر " ومفادها أن التوزيع الحالي للبحار واليابس يختلف عن التوزيع الذي كان
سائداً في العصور والأزمنة سحيقة البعد، حيث يرى واجنر أن نوعاً من
الزحزحة قد حدث للأرض نتيجة ضغوط وعوامل عديدة، حيث كانت في الزمن الجيولوجي الأول"
أي : قبل 200 مليون سنة " كتلة واحدة هائلة يقع معظمها من جنوب الاستواء حتى القطب
الجنوبي، وتحتوي على قارتين فقط، ويتخلل كتلة اليابسة بحار داخلية أهمها: بحر يدعى
بحر تيش Teths بامتداده الكبير من الشرق إلى الغرب، ثم في منتصف الزمن الجيولوجي
الثاني بدأت كلتا القارتين في التمزق بعد أن تعرضتا للانكسارات المتتالية وأخذ كثير
من أجزائها في الزحزحة بعيداً عن الكتلتين الأصليتين لكن على امتداد تلك الانكسارات
في ثلاثة محاور رئيسية : أحدها في اتجاه الشمال، والثاني في تجاه الشرق، والأخيرة
صوب الغرب باستثناء قارات اليابسة الذي كون القارة المتجمدة، والتي حافظت على
وضعها، وظلت في مكانها مكونة قارات العالم المختلفة، وتمددت البحار الداخلية مكونة
البحار والمحيطات على ما هو الوضع الآن. وقد استدل واجنر على نظريته بكثير من
الأدلة والشواهد " كالرواسب البحرية " في مناطق لا تغمرها مياه البحار حالياً
كالخليج العربي على سبيل المثال، ومن الرواسب التي تراكمت خلال ملايين السنين
وتعرضت لعوامل الضغط المختلفة برزت الجبال الالتوائية كجبال الألب في أوربا، وأطلس
في أفريقيا، والهيمالايا في آسيا، والطيور المختلفة التي تعيش في مناطق متباعدة
ومترامية الأطراف، ولكنها تشترك في نفس السلالة كالنعام الأفريقي مما دفع
الدكتور " جول كراكرفت " بجامعة إلينوي الأمريكية
إلى القول بأن نظرية زحزحة القارات هي مفتاح الحل الذي يفسر مسألة تطور الزهور "
لقد اتفق علماء النبات على النظرية القائلة بأنه لا يمكن تفسير ظاهرة وجود نباتات
متماثلة في مختلف قارات العالم إلا إذا سلمنا بأن أجزاء الأرض كانت متصلة ببعضها
البعض في وقت من الأوقات، وكذلك استدل بالمخلفات القارية وشكل واتجاهات وتعاريج
المحيط الهندي، والتي تدل على تداخل هذه السواحل وأنها كانت رتقاً، وهو ما توضحه
الآية الكريمة في سورة الأنبياء: (أولم يرى
الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي
أفلا يؤمنون)[سورة الأنبياء:30]، قبل أن تتزحزح ولو كانت لتتقابل من جديد. " فرض
نظرية " لتعشقت تلك السواحل وامتلأت فجواتها بنتوءاتها على نحو من الانسجام
والتكامل كما في الألعاب (Puzzle) ويمكن مشاهدة ذلك بصفة خاصة في سواحل شمال شرق
أمريكا الجنوبية والسواحل المقابلة لها على خليج غانا، وإنه لو تيبس البحر المتوسط
والأسود لاتصلت أوربا وآسيا وأفريقيا، وإنه لو تيبس البحر الأحمر لاتصلت أفريقيا
وآسيا، ومن الأدلة والبراهين أيضاً وجود العديد من المعابر والأرخبيلات التي تصل
بحار العالم ومحيطاته.
وقد أصبحت هذه النظرية علمية تماماً بعد اكتشاف " الجاذبية
الحجرية " (Magnetism
fossil) واستطاع العلماء بعد دراسة اتجاهات ذرات الحجارة تحديد موقع أي بلد وجدت
به هضبة في الزمن القديم، وأن أجزاء الأرض لم تكن موجودة في الأزمنة القديمة كما
توجد عليه الآن، وإن كانت كما حددتها نظرية تباعد القارات، والجدير بالذكر أن
القرآن الكريم قد سبق علماء الجيولوجيا والبحار والجغرافيا في التأكيد على تباعد
الأرض في سورة النازعات (والأرض بعد
ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها).
مما يؤكد التطابق العجيب بين الآيات الكريمة والنظريات الحديثة حيث يؤكد
الخالق أنه قد مضى على الأرض زمن طويل قد سواها خلالها حتى أخرج منها اليابسة
والماء ـ البحار والمحيطات ـ وأصبحت على وضعها الدائم هذا. حيث يشير لفظ أو مفهوم
" الدحو " الوارد في الآية إلى
تسوية الشيء ونثره، أي: تباعده كما يقول المثل: " دحي
المطر الحصى " أي: فرق وباعد المطر حبات الحصى، وهو نفس المعنى والمفهوم المستخدم في
اللغة الإنجليزية لكلمة Driftوالتي استخدمت للتعبير عن هذه النظرية العلمية الحديثة، مما يؤكد أن
القرآن من مصدر علوي يحيط علمه بالزمان، ماض وحاضر ومستقبل ـ وأنه يكشف عن الغيب
وأسرار الكون.
استخداماته
وفوائده:
أولاً :
استخداماته:
يعد النقل البحري أرخص أنواع النقل جميعاً سواء من حيث التكاليف المادية
أو الإمكانيات والقدرة على الشحن. ويرجع النقل البحري لبداية تاريخ الحضارة، حيث إن
المصريين القدماء هم أول من ارتادوا البحار والمحيطات، وتلاهم الفينيقيون والإغريق
والرومان حتى العصر الحديث، والذي من أبرز سماته ناقلات البترول الضخمة، حتى وصل
حجم السفن والحاملات العملاقة إلى ما يزيد عن مائتي ألف طن، ومن مزايا النقل
البحري:
1. أنه لا يحتاج للإنشاءات إلا في بداية ونهاية الطرق الملاحية
كالمواني والأرصفة البحرية.
2. أن هذه الطرق الملاحية لا تحتاج إلى صيانة مكلفة أو إصلاحات
كالنقل البري أو النهري.
3. أن السفينة أقل تكلفة في بنائها وصيانتها بالمقارنة بقطار له نفس
الحمولة.
4. أن أقل قوة محركة كافية لنقل حمولة هائلة لا تقارن بمثيلاتها في
طريق النقل الأخرى.
5. عدم وجود مشكلات أو عقبات كالشلالات أو الجنادل أو الكباري
والأهوسة أو المستنقعات كالتي توجد في النقل النهري مما يؤكد على سرعته ورخص
تكلفته.
ومن أعجاز الآيات القرآنية الكريمة اختيار البر والبحر، حيث إن النقل
البحري هو عصب الحياة التجارية والاقتصادية، لما يتضمنه من نقل البضائع والبترول
وحركة الصادرات المختلفة، وكذلك البر حيث إن النقل البري عن طريق القطارات
والسيارات يتميز بالسرعة والرخص أيضاً، حيث إن النفقات الثابتة للنقل من (أجور
وإيجار ومخازن) خاصة إن كانت في مسافات قصيرة كنقل الخامات والبضائع من المصانع
والحقول إلى الأسواق التجارية. وذلك كأحد مظاهر التكريم الإلهي
للإنسان(ولقد كرمنا
بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا
تفضيلاً)[سورة الإسراء: 70]، ولم يتم ذكر النقل النهري
والذي مع رخصه يتميز ببطء الحركة بالنسبة للوسائل الأخرى، لذا كان مناسباً لنقل
البضائع والخامات الرخيصة والتي لا تتطلب سرعة في نقلها خاصة في المناطق التي تخلو
من العقبات كالشلالات والأهوسة، لذا جاءت الآية الكريمة لتعلن عن تسخير الأنهار
للغرض القصير المنوط به. سورة إبراهيم (الله الذي
خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به من الثمرات رزقاً لكم وسخر لكم
الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار ) بعكس النقل البري والبحري
والذي هو عصب الحركة التجارية والاقتصادية في العالم وبخاصة النقل البحري، حيث تقوم
عليه حركة الصادرات والواردات في العالم خاصة في ظل ظهور التخصص، كناقلات البترول
المعروفة باسم التنكرز(Tankers)، وناقلات المواد الخام
والمعادن، وناقلات الموز بين أمريكا الوسطى والشمالية، إلى جانب سفن البضائع
والركاب المختلفة والتي تجوب العالم من خلال الخطوط الملاحية المنتظمة في جميع
أرجاء العالم. والآية الكريمة في سورة الجاثية (الله الذي
سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم
تشكرون)[سورة الإسراء].
(ربكم الذي
يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيماً)[سورة
الحج].
(ألم تر أن
الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على
الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم)،وسورة
لقمان(ألم تر أن
الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار
شكور).
ثم نجد دقة الوصف الإلهي في سورة الشورى (ومن آياته
الجوار في البحر كالأعلام) وسورة
الرحمن(وله الجواري
المنشآت في البحر كالأعلام)حيث إن السفن الجارية في
البحر، ولفظ (المنشآت) يدل على وجود تصميم هندسي
معين، ثم يأتي لفظ (كالأعلام)
أي :
كالجبال، ليؤكد على الضخامة والارتفاع وكبر الحجم، وهو ما نجده حقاً الآن في
الناقلات والسفن وحاملات الطائرات، والتي تجاوزت حمولتها ربع مليون طن، ليدلنا على
هتك القرآن لأسرار الكون، والكشف الحقيقي والواضح للمستقبل، في حين أن القرآن قد
نزل من ألف وأربعمائة سنة.
ثانياً :
فوائده
(وهو الذي
سخر لكم البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك
مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون)[سورة النحل]. وكذلك سورة
الرحمن (يخرج منهما
اللؤلؤ والمرجان).
وفي الآيتين إظهار لمدى فوائد البحر حيث الثروة السمكية كإحدى الثروات
الطبيعة لأي دولة ساحلية أو لديها أنهار(أحل لكم صيد
البحر وطعامه متاعاً لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرماً واتقوا الله
الذي إليه تحشرون)[سورة المائدة]، كإحدى مميزاتها، حيث الصيد في جميع أشهر السنة بما فيها
الأشهر الحرم، بعكس صيد البر المحرم خلالها.
خاصة أن الأسماك قد ظهرت من الأزمنة السحيقة، وأن الإنسان البدائي كان
يذهب إلى شاطئ البحر ليحصل منه لنفسه على الطعام الذي يسد رمقه، ويعود عليه بالخير
والرزق الوفير، لذا فهي أقدم مهنة قام بها الإنسان، ثم أخذت في التطور حتى أصبحت
السفن العملاقة تخصص لصيد الأسماك كما يحدث في اليابان، بل إنه قد تحول الأمر إلى
منافسة بين الدول المختلفة للسيطرة على أكبر مساحة من المسطحات المائية، ومد حدود
مياهها الإقليمية، حتى تستأثر بما تحتويه من موارد ومصايد سمكية، حتى أنه قد ظهر
بسبب ذلك بعض مشكلات المياه الإقليمية كالتي حدثت سابقاً بين الولايات المتحدة
والاتحاد السوفيتي وكندا في الستينات حول مصايد الأسماك بشمال المحيط الهادي لغناه
بأسماك السلمون، ومحاولة منع سفن الصيد اليابانية من ممارسة الصيد في هذه المنطقة
الغنية بالأسماك، حتى تم الاتفاق على تقسيمها بينهم. وتجدر الإشارة إلى أنه بسبب
الزيادة المستمرة والمطردة في سكان العالم واستنفاذ أغلب الموارد الموجودة على
اليابسة نتوقع مزيداً من التوجه إلى البحار والمحيطات، وإلى التوسع في إنشاء
المزارع السمكية خاصة مع رخص تكلفته مقارنة بغيرها.
فلكي نحصل على واحد كيلو جرام من السمك نحتاج إلى واحد كجم من طعام
السمك ـ العشب والطحالب البحرية ـ بينما نحتاج للحصول على كيلو جرام واحد من اللحوم
البيضاء من دجاج وبط وأوز وديوك رومي وغيرها إلى 4 ك جرام من الكسب والعليقة،
وبالنسبة للحوم الحمراء فإن الحصول على كيلو جرام واحد منها فإننا نحتاج إلى 8 ك
جرام من الكسب والعليقة، مما يؤكد رخص تكلفتها مقارنتها باللحوم البيضاء والحمراء،
فضلاً عن القيمة الغذائية والبروتينية العالية، حيث يحتوي السمك على حوالي 20.6%
بروتين، 9.6%دهن، 169% سعر حراري مقارنة باللحوم البيضاء والحمراء على التوالي، حيث
لحم البط 41.2% بروتين، 8.2% دهن، 159 سعر حراري .
واللحم العجالي 19.3% بروتين، 13%دهن، 194 سعر حرارين مما يؤكد تقاربه
منهما وتفوقه في القيمة الغذائية على قرينيه اللحوم والفسفور والحديد، والمحتويات
الفيتامينية مثل فيتامين A.Bكما أن مذاقه طيب وأنواه
وأصنافه مختلفة، وإفراز البيض يكون بالآلاف إن لم يكن بالملايين، كسمك أسينبس والذي
يفرز 4 مليون بيضة، وسمك البكالاه والذي يفرز 9 مليون بيضة.
ثم بعد الأسماك نجد القشريات كالجمبري والكابوريا والإستاكوزا بأنواعها
المختلفة، ويكفي أن نذكر أن دولة كالإكوادور يمثل صيد الجمبري وتربيته ثلث دخلها
القومين ثم تأتي الرخويات، وهي شعبة من أكبر الشعب في عالم الكائنات البحرية
وأكثرها تنوعاً، ونجد أنها من حيث الجانب الغذائي فإن قيمتها الغذائية عالية لغناها
بالفوسفات والكالسيوم، ومذاقها طيب ولذيذ كالجندوفلي وأم الخلول وبلح البحر وغيرها،
أما من حيث الأهمية الاقتصادية والصناعية فتقوم بعض حيواناتها بإنتاج الأصداف والتي
تستخدم في الصناعات الخشبية والحلي وأدوات الزينة للنساء، وتنتمي معظم الرخويات
المنتجة للآليء القيمة إلى جنس بنكتاد (Pinctade)وهو يحتوي على ما يقرب من ثلاثين نوعاً مختلفاً، والسبب العلمي الرئيسي
لتكوين اللؤلؤ هو الدفاع عن النفس والتخلص من إحدى الطفيليات كالديدان الطفيلية،
فيبدأ الجزء الواقع تحت الصدفة مباشرة وتسمى " البرنس " نتيجة الاحتكاك الدائم من
جانب الجسم الطفيلي بجسم الحيوان الرخوي داخل الصدفة. أما المرجان الأحمر والذي
ينتمي إلى شعبة الجوفمعويات حيث يشبه الأزهار
النباتية ويعيش في مستعمرات معقدة تشبه الأشجار في تفرعاتها، حتى أطلق عليها "
حدائق البحر" حيث يحط على الصخور ثم يبني لنفسه بيتاً بطبقة يفرزها من " كربونات
الكالسيوم " وهي تعيش حياة متكافلة، بمعنى أن لها قنوات تحمل الطعام من عضو إلى عضو
مما يجعله أشبه بالمجتمع. وفوائده كثيرة، حيث إنه حلية وأداة للزينة كما وصفه
القرآن الكريم، وكذلك له استخدامات صناعية، فهو يستخدم كترياق ضد السموم، وفي
الأغراض الطبية، وتم اكتشاف الفلورة
(Fluoprspar)بواسطته، حيث إن الأشعة فوق البنفسجية لا ترى بالعينن كما أنها أصغر
موجة من موجات ألوان الطيف، وعندما أسقط العلماء هذه الأشعة السينية وأشعة
Xوالتي تنفذ في جسم المريض ثم تسقط على لوحة بها مادة مثل كبريتيد
الكالسيوم حيث تحول الأشعة غير المرئية إلى نور مرئي فيه بعض الاخضرار، مما يساعد
في معرفة أسباب وتطورات المرض وعلاجه، ثم جاء الاكتشاف المبهر للشعاب المرجانية
والذي بالفعل سيؤدي إلى نتائج طيبة في عالم الطب، حيث قام العالم الفرنسي
د/باتات، والعالمة الفرنسية
د/جينفيف من " المعهد الوطني
الفرنسي للبحوث" بباريس باكتشاف إمكانية استخدام المرجان كبديل للعظام البشرية،
نظراً لوجود عنصر الكالسيوم المشترك بينهما، وذلك لمعالجة الكسور في الأطراف
والعمود الفقري والفكين، بل ولاستبدال العظام. وقد تمت هذه العمليات بالفعل بنجاح
باهر، وكان المريض يخرج منها بعظام جديدة مما شكل بداية جديدة ومختلفة بالنسبة
لآلاف ممن قد أجريت لهم هذه الجراحة الناجحة، ويدرس الجراحون البريطانيون استخدام
المرجان بعد نجاح ذلك في فرنسا تمهيداً لإقامته في أنحاء العالم.
ثم نجد هناك الإسفنج وهو الكائن الحي الذي ليس له أعضاء أو أنسجة، حيث
أنه حيوان أولي ليس له أنسجة (Tissues)ولكن له استخدامات ومنافع مبهرة سنذكرها لاحقاً. والآن يثور تساؤل معين
وهو: ماذا كان يحدث لو لم يكن هناك أسماك أصلا؟ أو كان وجودها بأعداد قليلة ؟
والجواب بكل بساطة هو : لما كانت قد ظهرت البرمائيات ثم الزواحف والطيور
والثديات، حيث إن ظهور الأسماك كان بداية لظهورها، ولسادت اللافقاريات على البحار
واختفت كائنات أخرى كالتماسيح والحيتان وطيور البحر، وازداد مرض
" الجوبتر " الناتج عن نقص اليود في
الغذاء، ولما تكون الفوسفات في البحار، حيث إن الأسماك تؤدي إلى انتشار صخور
الفوسفات، وإلى عدم وجود المنافع الأخرى كصناعة بعض أنواع المبيدات والأصباغ
واستخراج الزيوت من كبد الأسماك.
كما أن هناك بعض أنواع السمك مثل الجاميوزيا تتغذى على يرقات وبيض
البعوض، وبالتالي تمنع مرض الملاريا ونشر الأوبئة المختلفة، لذا يتم تربيتها بالقرب
من المستنقعات. وكذلك سمك الزاق والذي يعيش في أنهار المناطق الحارة، وتسدد قذائف
مائية للحشرات، ثم تتغذى عليها.
ولارتفعت أسعار اللحوم البيضاء والحمراء